هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    الرثاء عند حسان:

    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 98
    تاريخ التسجيل : 28/02/2010

    الرثاء عند حسان: Empty الرثاء عند حسان:

    مُساهمة  Admin الأربعاء مارس 31, 2010 4:40 am

    الرثاء عند حسان:

    وقف حسان جانباً كبيراً من شعره على الرثاء، يبكي به من سقط شهيداً من المسلمين في الميادين، ومن تخترمه المنية من رجالهم البارزين، موظفاً قصائده المعاني الدينية، والقيم الإسلامية، ويعدد فيها مناقب المرثي في نصرة الدين والذود عن الإسلام.

    قال يرثي حمزة بن عبدالمطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيد الشهداء الذي استشهد في معركة أحد سنة ثلاث للهجرة.

    دع عنك داراً عفا رسمـها وابك على حمزة ذي النائل

    أبيض في الذروة مـن هاشم لم يَمْرِ دون الحق بالباطـل

    أظلمتِ الأرضُ لفقــدانه واسودّ نور القمر الناصـل

    صلى عليك الله في جــنة عالية مكـــرمة الداخل

    وقال أيضاً يرثي أصحاب بئر معونة في السنة الرابعة للهجرة، الذين غدر بهم عامر بن الطفيل، وجماعة من بني سليم، وقتلوهم جميعاً، وكانوا زهاء سبعين رجلاً من خيار الصحابة قال:

    على قتلى معــونة فاستهلي بدمـع العين سحاً غير نزر

    على خيل الرسول غداة لاقوا مناياهــم ولاقتهم بقدر

    أصـــابهم الفناء بحبل قوم تخـوّن عقد حبلهم بغدر

    كما قال يرثي زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبدالله بن رواحة رضي الله عنهم الذين سقطوا شهداء في معركة مؤتة من أرض البلقاء في الشام، في السنة التاسعة للهجرة:

    تأوبني ليل بيثرب أعـــسرٌ وهَـمٌّ إذا مانوّم الناس مسهر

    لذكرى حبيب هيجت ثم عبرة سفوحاً وأسباب البكاء التذكر

    بلى إنّ فقدان الحــبيب بليةُ وكـم من كريم يبتلى ثم يصبر

    فلا يبعــدن الله قتلى تتابعوا بمـؤتة منهم ذو الجناحين جعفر

    وزيدٌ وعبــدالله حين تتابعوا جميعاً وأسبـــاب المنية تخطر

    غـداة غدوا بالمؤمنين يقودهم إلى المـوت ميمون النقيبة أزهر

    وتجلى رثاء حسان عندما انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى في السنة الحادية عشرة للهجرة فقال يرثيه:

    بطيبة رســم للرسول ومعهد منيرٌ وقد تعفو الرسوم وتهمـد

    ولاتنمحي الآيات من دار حرمة بها منبر الهادي الذي كان يصعد

    بها حجرات كـان ينزل وسطها مـن الله نور يستـضاء ويوقد

    معالم لم تطمس على العهد آيها أتاهـا البلى فالآي منها تجدد

    عرفت بها رسم الرسول وعهده وقبراً به واراه في الترب ملحد

    ظللت بها أبكي الرسول فأسعدت عيـون ومثلاها من الجفن تسعد

    فبوركت ياقبر الرسول وبوركت بلاد ثوى فيها الرشيد المسـدد

    وبورك لحدٌ مـنك ضمن طيبـاً عليه بناء من صفيح منضــد

    لقد غيبوا حلماً وعلماً ورحمـة عشـية علوه الثرى لايوسـد

    وراحوا بحزن ليس فيهم نبيـهم وقد وهنت منهم ظهور وأعضد

    يبكون من تبكي السموات يومه ومن قد بكته الأرض فالناس أكمد

    ومافقد الماضون مثل محــمد ولامثله حـتى القيامة يفقـد

    ورثاه أيضاً بقصائد متعددة كلها تترجم حزنه الشديد وأسفه البالغ.

    وظل حسان بن ثابت رضي الله عنه ينشد الشعر في المسجد النبوي بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم في خلافة أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهم، روى أبو هريرة رضي الله عنه: أن عمر بن الخطاب مرّ بحسان وهو ينشد الشعر فلحظ إليه ــ أي نظر إليه شزراً ــ فأجابه حسان: كنت أنشد الشعر وفيه من هو خير منك، ثم التفت إلى أبي هريرة فقال: أنشدك الله : أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أجب عني، اللهم أيده بروح القدس قال : اللهم نعم

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت مايو 18, 2024 11:32 pm